لا يمكنني أن أتجاهل هذا السؤال ولكن يا له من سؤال بسيط ومعقد في آن واحد. فلنظل بسطاء
ولنسأل السؤال المكمل: لماذا لا تلتصق معظم الأشياء التي تتلامس؟ حينما نضع فنجاناً على صحن ثم نأخذ الفنجان من جديد، لماذا لا يلتصق الصحن بالفنجان؟ هذا يعود بنسبة كبيرة إلى أن الاثنين
ملوثين إلى حد ما. فالتراب أو حتى بخار الماء الموجود في الجو يقف عائقاً بين الاثنين.
سوف أحاول أن أشرح ذلك بطريقة أفضل. يمكنك محاولة عمل التجربة بنفسك. فلتأخذ قطعة من شريط لاصق والصقه بالشباك، ثم شده كأنك «تقشره". يمكنك الشعور بمقاومة ما.
في حين إنك إذا أخذت قطعتين من شريط لاصق ورششت عليهما بعض بودرة التلك وحاولت
أن تلصقهما فإن مقاومة التقشير سوف تبدو لك أضعف، ها هو التلويث. في حالة الفنجان والصحن لا نرى بالطبع هذا التلوث. لذلك فإذا حاولت لصق أشياء يجب الانتباه إلى أن تكون
نظيفة أولاً (كثيراً ما ينسى ذلك محبي الترقيع).
المشكلة الثانية : حتى إذا ما كان الفنجان ملاصقاً بالفعل للصحن فإنه مجهرياً، الملاصقة ضعيفة جداً.
يمكن تشبيه ذلك بوضع مبردين الواحد فوق الآخر: هناك أخرام كثيرة غير أنه في حالتنا الأخرام
صغيرة جداً ولا يمكن رؤيتها. إذا لم تلتمس الأشياء بشدة لا يمكنها أن تلتصق. لم أرد بعد على سؤالك إلا حينما قلت أن الأشياء كلها "تود" أن تلتصق إذا كانت "تستطيع" فعلاً ولكن التلوث
والخشونة تمنعها. إذن فالصمغ أنواع كثيرة. ولكن دعونا نظل في الأبسط .
أولاً هي كلها أنواع سائلة (أو على الأقل طرية). وبالتالي فإذا كان السطح الذي سوف يلصق
نظيفاً (أول شرط !)، يمكن للصمغ أن يسيل ويلامس بشكل جيد الأخرام وخشونة السطح
(فهو يبلل السطح): إذن ملامسة أكثر. وفي بعض الحالات بعد "التجمد" (بعد فقدان المادة
المذيبة أو تفاعل كيماوي)